للعلم فقط ....
أول مرة أرسم ومزاجي سيء
رسمت هذه اللوحة وأنا أحدق في الغضب
لهذا أسميت اللوحة غضب
لهذا أعذروني إن لم ترضيكم عناصر هذه اللوحة
<====ما زالت مبسوطة بالرموز
استغرقت مني ساعتين وربع تقريباً
قبل أيام , في معترك الاختبارات
وبينما أنا جالسةٌ بقرب القاعة التي سوف نمتحنُ فيها
ولا يكاد يصل لأذني غير همساتٍ للطالبات وهن يراجعن المادة
سمعتُ صوتً يناديني باسمي
رفعت بصري من الكتاب بهدوء , فوجدت فتاة واقفةً أمامي ترتدي نظارة شمسية سوداء
ويعلوا وجهها ابتسامة شخصٍ مندهش
وكانت نظراتي لها توحي بأنني الأكثر دهشةً منها
يا ترى لماذا هي مندهشةً من لقائي , هل تعرفني ؟!!(ظللت أسأل نفسي)
كانت تقف بقربها فتاةٌ هادئة الملامح
وظلت الأخيرة صامته تنظر لي , وكأنها تعرفني هي أيضاً
أغلقتُ صفحات الكتاب وتبسمتُ لها
ثم انطلقت تسألني سريعاً: هل تذكرتني؟!!
أنا( وقد عادت علامات الدهشة لملامحي أكثر من السابق): كلا اعذريني لا أذكرك , ذكريني بنفسك؟
هي (وأضني لمحتُ شيء من الاستياء على جوابها بعد سماعها لردي): ألا تتذكريني حقاً؟
ثم نزعتْ النظارة السوداء من فوق عينيها
وظلت تنظر لي بصمت , تنتظر مني أن أغير ردي
حاولت أن لا أخيب ظنها ....أن أتذكرها , ولكن متى التقينا ؟!!
لم أرى يوماً في حياتي شخصاً يحمل هذه الملامح
حتى أنني لا أظن بأننا تبادلنا الحديث يوماً
ابتسمتُ باستحياء , وقلت لها : ذكريني بنفسك؟
(الاستياء الآن ظهر حتى في عينيها , وأما صديقتها التي كانت واقفة عن يمينها أدارت عينيها نحوا صديقتها وظلت تراقب باهتمام ملامحها ولعلها كانت مهتمة بالجوابِ مثلي)
لازالت همسات الطالبات وحدها تدوي بأذني , ولكن تركيزي اتجاه ما سوف تتلفظ به هذه الفتاة ,أخرس كل الأصوات من حولي
أجابتني بصيغةِ التعجب : سلوى!!!
وكأنها تفترض أن اسمها كافياً لأن أتذكرها
ابتسمت مرةً أخرى , ولكن ابتسامةٌ مغمورةً بالتساؤل
لم أستطع أن أطلبها أكثر أن تذكرني بنفسها
واثقةٌ من ذاكرتي أنها لا تنسى من قابلتهم بسهولة
للحظةٍ ابتعدت عن صورةِ الواقع الذي فيه
هي وأنا وتلك
وحاولت استرجاع ذكرياتي والماضي
فهي لن تكون أبعد من ذكرى
.............
ثم تأملت السنوات التي مثلت وجودي
وحاولت أن أتفحص بهدوء من شاركني بها
وفجأة
هطلت صوراً كثيرة
و بقايا أصوات
وبضعُ أسماء تكادُ أن تختفي
.............
عدت للواقع الحاضر ....ووجدتها لم تزل تنظر لي , تنتظر مني أن أجيبها
فابتسمت وأجبتها : أخيراً تذكرتك !!
ابتسمت هي أيضاً
ونطقت صديقتها التي كانت عن يمينها قائلةً:
لقد حدثتني عنكِ , وكانت واثقة من أنكِ ستتذكرينها
فقد كانت تجمعكما صداقةً قوية بالماضي
وكنتِ أقرب صديقةً لها.......
ثم قاطعتها سلوى وهي لم تزل تبتسم:مهما مرت السنوات كنت واثقة بأنكِ لم تنسيني
~~~~~~
صمتٌ يعتصرني أمام كلماتها.
ــــــــــــــــــ
فجأةً
ــــــــــــــــــ
نطقتُ بصوتٍ عالي
طلبت منهما أن يعذراني فموعد اختباري قد حان
تركتهما خلفي وأشعر بتأنيب الضمير
فرغم فرحها بلقائي , ورغم تمجيدها لأيام صداقتنا
:
:
تركتها وأنا //
:
:
لم أتذكرها بعد// !!!
أتسائل~~
هل هوا سهلٌ أن انسى كل غائب؟!!
أظن الجواب نعم , فالوداع لم يكن يوماً مشكلةً بالنسبةِ لي.