قبل أيام , في معترك الاختبارات
وبينما أنا جالسةٌ بقرب القاعة التي سوف نمتحنُ فيها
ولا يكاد يصل لأذني غير همساتٍ للطالبات وهن يراجعن المادة
سمعتُ صوتً يناديني باسمي
رفعت بصري من الكتاب بهدوء , فوجدت فتاة واقفةً أمامي ترتدي نظارة شمسية سوداء
ويعلوا وجهها ابتسامة شخصٍ مندهش
وكانت نظراتي لها توحي بأنني الأكثر دهشةً منها
يا ترى لماذا هي مندهشةً من لقائي , هل تعرفني ؟!!(ظللت أسأل نفسي)
كانت تقف بقربها فتاةٌ هادئة الملامح
وظلت الأخيرة صامته تنظر لي , وكأنها تعرفني هي أيضاً
أغلقتُ صفحات الكتاب وتبسمتُ لها
ثم انطلقت تسألني سريعاً: هل تذكرتني؟!!
أنا( وقد عادت علامات الدهشة لملامحي أكثر من السابق): كلا اعذريني لا أذكرك , ذكريني بنفسك؟
هي (وأضني لمحتُ شيء من الاستياء على جوابها بعد سماعها لردي): ألا تتذكريني حقاً؟
ثم نزعتْ النظارة السوداء من فوق عينيها
وظلت تنظر لي بصمت , تنتظر مني أن أغير ردي
حاولت أن لا أخيب ظنها ....أن أتذكرها , ولكن متى التقينا ؟!!
لم أرى يوماً في حياتي شخصاً يحمل هذه الملامح
حتى أنني لا أظن بأننا تبادلنا الحديث يوماً
ابتسمتُ باستحياء , وقلت لها : ذكريني بنفسك؟
(الاستياء الآن ظهر حتى في عينيها , وأما صديقتها التي كانت واقفة عن يمينها أدارت عينيها نحوا صديقتها وظلت تراقب باهتمام ملامحها ولعلها كانت مهتمة بالجوابِ مثلي)
لازالت همسات الطالبات وحدها تدوي بأذني , ولكن تركيزي اتجاه ما سوف تتلفظ به هذه الفتاة ,أخرس كل الأصوات من حولي
أجابتني بصيغةِ التعجب : سلوى!!!
وكأنها تفترض أن اسمها كافياً لأن أتذكرها
ابتسمت مرةً أخرى , ولكن ابتسامةٌ مغمورةً بالتساؤل
لم أستطع أن أطلبها أكثر أن تذكرني بنفسها
واثقةٌ من ذاكرتي أنها لا تنسى من قابلتهم بسهولة
للحظةٍ ابتعدت عن صورةِ الواقع الذي فيه
هي وأنا وتلك
وحاولت استرجاع ذكرياتي والماضي
فهي لن تكون أبعد من ذكرى
.............
ثم تأملت السنوات التي مثلت وجودي
وحاولت أن أتفحص بهدوء من شاركني بها
وفجأة
هطلت صوراً كثيرة
و بقايا أصوات
وبضعُ أسماء تكادُ أن تختفي
.............
عدت للواقع الحاضر ....ووجدتها لم تزل تنظر لي , تنتظر مني أن أجيبها
فابتسمت وأجبتها : أخيراً تذكرتك !!
ابتسمت هي أيضاً
ونطقت صديقتها التي كانت عن يمينها قائلةً:
لقد حدثتني عنكِ , وكانت واثقة من أنكِ ستتذكرينها
فقد كانت تجمعكما صداقةً قوية بالماضي
وكنتِ أقرب صديقةً لها.......
ثم قاطعتها سلوى وهي لم تزل تبتسم:مهما مرت السنوات كنت واثقة بأنكِ لم تنسيني
~~~~~~
صمتٌ يعتصرني أمام كلماتها.
ــــــــــــــــــ
فجأةً
ــــــــــــــــــ
نطقتُ بصوتٍ عالي
طلبت منهما أن يعذراني فموعد اختباري قد حان
تركتهما خلفي وأشعر بتأنيب الضمير
فرغم فرحها بلقائي , ورغم تمجيدها لأيام صداقتنا
:
:
تركتها وأنا //
:
:
لم أتذكرها بعد// !!!
أتسائل~~
هل هوا سهلٌ أن انسى كل غائب؟!!
أظن الجواب نعم , فالوداع لم يكن يوماً مشكلةً بالنسبةِ لي.
هناك 17 تعليقًا:
لعل ما يصول ويجول في معترك الحياة
علينا وما يسرقنا عنوةً من أمور عدة
كفيل بمحو صفحات وصفحات من ذكرياتنا القديمة مرغمين
أما الوداع .... فهو أقسى منحنى في حياةكل شخص ويبادر عقله الباطن في المقابل بالنسيان طباً
يعطيك العافية
ما أقساها من لحظة ....
أتدري ...ما عدت استطيع التعليق أكثر...
أعدت الي كلمات مبعثرة من هنا وهناك...
لست أدري ان كنت استطيع تجميعها...
ولكن صدقا.... هي لحظات قاسية ...
ان كان ولا بد منها...
فأختار ان اكون من يستنجد صديقته للتذكرها ... فكم اكره ان اكون انا من تخونني ذاكرتي ...
الرائعة الغدوف//
فسرتي الموقف برحمة
جعل الذاكرة يتبرئ من ثوب الخيانة
الذنب ليس ذنب الذاكرة وحدها
مشاغل الحياة لها دخلٌ في صنعُ النسيان
لا أنكر قسوة الوداع .....
ولعله كما ذكرتي ضغطٌ يجعلنا نفر للنسيان
للولاء همسات //
أعذريني على موقفي القاسي
أو لعل خير ما تصفين به موقفي (السلبي)
لم أقدر على أن أستنجد بها مرةً أخرى , وأعود وأسألها أن تذكرني بنفسها ..
لم أشأ أن أرى الاستياء يعلوا وجهها مرةً أخرى
فحتى وإن لم أذكرها يكفيني أنها تذكرني لأهتم بشأنها
دمتِ بخير
لا اعتبرها خيانه ذاكرة بل هي عدم صدق في العلاقة من سلوى ولذلك لم تخلدها ذاكرتك :)
هل تصدقين أنني قبل أن أصل لكلمات اعتذارك منها متعللة بقرب وقت الإختبار جنح بي خيالي نحو سيناريو آخر للموقف فقد تصورت أن سلوى هذه كانت تسلم عليك بالخطأ لمجرد تشابه بينك وبين من تعرف!! :)
لا اعتقد ان ذاكرتك هي من خانتك بل حرارة وقوة علاقة سلوى بك هي الفارق فرغم أنها تظن أنك على اتصال عاطفي بماضيها إلا أنك كنت على عكس ذلك تماما.
النسيان أمر طبيعي لنا لكن هناك ثوابت وذكريات راسخة كالجبال في عقلنا اللا واعي تجسد لنا صور أشخاص لا زلنا نذكر ملامحهم :) لأنهم أثروا فينا أو أننا استسغناهم .
لا تعطي لسلوى أو لغيرها مساحة من تفكيرك تشغلك عن همومك وطموحك وأهدافك بل خلدي هذا الموقف في ذاكرتك واجعليه عبره للمواقف الأخرى وارسمي في ذاكرة الماضي عندك لمحة ايجابية ولو واحده لكل من تقابيله وتعايشية لأن المرء لا يخلوا من ايجابية واحده على الاقل وبذلك لا تتركي لذاكرة مجالا للنسيان أو الخيانة كما أنك لا تتركي لأي مخلوق يمر عليك دون أن تخرجي منه بفائدة وذكرى طيبة:)
ألواني موضوع جميل كانت حروفة صادقة المعاني اتضح ذلك جليا من خلال السرد :)
ملاحظة على الهامش كونك فنانة وصاحبة احساس حبذا لو جربتي أن تصوغي مثل هذه المواقف على شكل قصص قصيرة وأنا على ثقة أنها ستكون بجمال رسوماتك.
دمتي بخير
أستاذي أبو محمد ::
قبل أن أرد على تعليقك هنا
أريد أن أخبرك بأنني جربت نصيحتك السابقة
أن أرسم وأنا غاضبة للتنفيس عن مشاعري
ولو أنك ترى ما صنعت!! ^^
ولكن صدقاً, حينما رسمت وأنا غاضبة وجدت نفسي نسيت الغضب بسبب اللوحة
تركيزي على تفاصيلها أذهب عني إحساسي بالغضب .
::::::::
شكراً لك أستاذ أبو محمد
هل لاحظت هذا!!
أكثر تعليقاتك تتضمن لي تشجيع أو نصح ولا تخلوا يوماً من الثناء
وكأنك تكتب بحروف الأب الناصح و المشجع^^
لهذا شكراً لك , لأن محاولاتي تحتاج متابعتك هذه
وبعون الله وحده , أرجوا أن أستفيد من نصحك وتوجيهك
!!!
غريبة انتي كيف مضيتي بكل بساطة ,,
لا احمل كلمات تصف ما انا به من صدمه لما فعلتي ,,
مجرد ذكرى لم تنتظري ثواني معدوده للملمتها :(
هل هوا سهلٌ أن انسى كل غائب؟!!
نعم و الذكرى ابسط مما تتخيلين
دمتي بخير !!!
أختي // أسيرة اللوحة
ما ذنبي إنا إن كان النسيان ليس اختياري
الأمر أشبه بأن تكون ذاكرتك سلة معبئة بالفواكة وثم يأتي النسيان ليقضم منها ماشاء
من قال أنني لم أحاول تذكرها ....حاولت وحاولت وفي كل مرة أشركتها معي بأن تساعدني في تذكيرها بنفسها ....
لكن وحتى ل أجعلها تستاء أكثر وأقدم على اختباري وهناك من تركته مستاء لأنه قد نسي
قلت لها تذكرتك أخيراً
ولازال العتب على الذاكرة وليس على اختياري أو ذاتي
شكراً لمداخلتك
وأعتذر إن كان موقفي قد صدمك حقاً
لا اعتقد انه بالسهولة نسيان أوجـه اعتدنا على ملاقاتها بالسابق
جمعتنا ضحكات
ومواقف ..
لكن ربما تكون أحداث الحيـاة كافية بمسح تلك القوائم التي سبق وأن ادرجت خلال مسيرتنا ..
دمتِ بخير
..{ طهر
لا أدري لهذا تفسيراً ...
شكراً لكِ طهر على مرورك الرآقي
وسعيدة بهذا التواجد الرائع
عزيزتي ...
لا أظن مثلكِ ينسى صداقة قوية كما قالت صديقة سلوى واصفة علاقتكما!!!
الأمر محير حقا!!
إما أنها تدعي وجودة مثل تلك العلاقة القوية التي لم تكن قوية أصلا؟؟
أو انك ذاكرتك بدأت تخونك حقا!!
لو كنت مكانك .. لما تركتها قبل أن أفهم الموقف ؟
عناية بذاكرتي أولا
وتقديرا لاهتمام سلوي.. وإن لم أكن أعرفها...
:)
سامحي مروري الأول بهذا الشكل ...
أحببت المكان ..
عزيزتي // مجرد حروف
ربما الأمر كما قلتي , ولكن ....
كيف لي أن أوقفها واستمر باستجوابها وهنالك اختبار مهم ينتظرني
هذا إضافة إلا أنني لمحت استيائها من ذاكرتي أكثر من مرة
فهل أستمر إلا أن أجعل استيائها أكبر
أيقنت أنني لن أتذكرها
ولا أدري لهذا تفسيراً
شكراً لمرورك الرآقي
ودمت بود
الصورة تحفة بجد دى من ابداعاتك ولا ايه؟
اما الموقف بصفة عامة فمش فاهماه حتى لو كنتوا زعلتوا من بعض فمعقول مش فاكرة ملامحها!!!
موقف لا أحســدك عليـه
كـم هو مجرح ..
كـم هـو قاســي ..
كـم هـو صعــب ..
أمـر مُحزن ,شخـص لا ينسـى حتـى المواقف التـي مرت عليكم
لاينسـى كل حديث دار بينكم
بينمـا الشخص الآخـر لايتذكـر حتـى وجودك بحياتـه
أختي أمة الله
والله أنا أيضاً مو فاهمة , أحس إنها ظاهرة غريبة واجهتني
أشكر لك مرورك ومتابعتك
عزيزتي
the one
يكفي الله يسعدك , جعلتيني أبكي من نفسي ><
فعلا احيانا ذاكرتنا تخوننا وتكون سبب في احراجنا امام من نلقى منهم المحبة
بشكرك على الكلمات
إرسال تعليق