الخميس، 15 أكتوبر 2009

العصا الخطأ!!

بسم الله الرحمن الرحيم


مرت فترة طويلة على محاولة كتابتي لما يجول بذهني
لكنني أكتب الآن ليس كمحاولة كتابة فقط أو كمحاولة ترويج لفكرة أو عرض مهارة , بل كمحاولة تفكير وتفكر بعد قراءتي لسطور رائعة ألهمتني التفكير بعمق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيحٌ أننا نحن وحدنا المسئولون عن اختيار أفعالنا
نحن من له حق الاختيار , و أفعالنا كلها اختياراتنا وإذا لم نفعل شيء فهذا أيضاً اختيارنا
ولكن
لا تنتهي القصة عند اختيار أفعالنا
فالأمر أشبه بالتقاط العصا
تكون العصا واختيارها أشبه بالفعل الذي نختار أن نسلكه
ثم إننا بمجرد التقاط العصا فإننا نلتقط الطرف الآخر من العصا رغماً عنا
والطرف الآخر هنا هوا الأثر ( الناجم عن أفعالنا)
نحن لا حول لنا ولا قوة إزاء الأثر الذي صدر من اختيارنا لقراراتنا وأفعالنا
لكن حدوث الأثر أمر حتمي
ويبقى المسئول الأول ( نحن )
لأن الطرف الأخر من العصا كان يتبع التقاطنا لأحد طرفي العصا
فمثلاً لو اخترت أن أكون غير صادقة فإن هذا اختياري
ولكن ما قد يحدث من أثر من هذا الاختيار هوا خارج حدود إرادتي وخارج إمكانياتي سواء تبين كذبي أم لا
ورغم هذا
قد يؤثر فينا أفعال الآخرين و أفعالنا الخاصة بنا أيضاً سواء كانت صحيحة أم خاطئة ولكن يبقى
ردة فعلنا واستجابتنا له هوا أكثر ما قد يؤثر فينا ( وهذا أيضاً يقع ضمن دائرة اختيارنا )
إن أساء لنا فعل أحدهم أو قوله أو حتى فعلنا الصادر عن ذواتنا
فإن الأذى سيكبر كلما كانت توالي ردة الفعل الصادرة عنا واستجابتنا تتضمن الاحتفاظ بالخطأ الماضي أو تزايد هذا الخطأ
إننا لن نجني من ملاحقة الأفعى التي سممتنا سوى تزايد انتشار السم في باقي أجزاء جسمنا

حينما نكون لا نعرف معني أن نعترف بأننا نحن المسئولون عن ما يحدث لنا
ونضعف من شأننا عن طريق وضع اللوم على الآخرين ونجعلهم هم المسئولين عما أصابنا
فإننا لن نعرف يوماً أننا لم نزل نمتلك الاختيار
وقد يغيب عن ذهننا أن من اختار أن يكون الآخرين هم المسئولين والسبب في ما حدث لنا
هوا (نحن) وأن هذا كان اختيارنا وحدنا وما سوف يغيره أيضاً( اختيارنا وحدنا)

فأقول مجدداً أشد ما قد يؤذينا (نوعية استجابتنا ) التي نختارها
وليس ما يفعله الآخرون أو أخطاؤنا

إن استجابتنا الحالية تؤثر على اللحظات المقبلة علينا
ومن المهم أن تكون استجابتنا هي التي تسلب من الأثر الذي فرض نفسه علينا قوة تأثيره على باقي لحظات حياتنا

إضافة قيمة من القلم المبدع بسام الكثيري ((في معتقدنا الإسلامي أنّ الإنسان مخيّر في أفعاله فليس بمجبور كما ذهبت إليه الجبرية و لا هو الفاعل لها ابتداءً وأن الله لم يعلمها إلا بعد وقوعها كما ذهبت بذلك القدرية ، بل هو مخيّر لقول الحق (إنّ هدينه السبيلا إما شاكرا وإما كفوراً)؛ ولأن الإنسان من أكثر الخلق بين ما خلقه الله في الكون جدلا ( و كان الإنسان أكثر شيء جدلا ) فهو يخترع التبرير و يهرب بأنواع شتى من مواجهة نتيجة أفعاله.))


هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

لا تبك على الماضي فيكفي أنه مضى..
فأنت تكبر حينما تريد أن تكبر...
وأنت فقط من يقرر أن يصغر .

لحظآت آلآمــ/ــل يقول...

كتابة رائعه .. وتجربة مثييرة


( حينما نكون لا نعرف معني أن نعترف بأننا نحن المسئولون عن ما يحدث لنا
ونضعف من شأننا عن طريق وضع اللوم على الآخرين ونجعلهم هم المسئولين عما أصابنا
فإننا لن نعرف يوماً أننا لم نزل نمتلك الاختيار )


صدقتِ والله ..

حفظكِ الله ..

alwani يقول...

غير معرف

شاكرة لك مرورك وإضافتك القيمة

alwani يقول...

لحظآت الآمـــ/ــل

غالتي أشكر تشجيعك ومرورك العذب

ابوعبدالعزيز الكثيري يقول...

الأخت الكريمة / ألواني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طريقة جميلة و عميقة و ذات دلالات حكيمة تشبيه الفعل الصادر منّا بالتقاط العصا و حتمية لمسنا لطرف العصا الملتقطة . في معتقدنا الإسلامي أنّ الإنسان مخيّر في أفعاله فليس بمجبور كما ذهبت إليه الجبرية و لا هو الفاعل لها ابتداءً وأن الله لم يعلمها إلا بعد وقوعها كما ذهبت بذلك القدرية ، بل هو مخيّر لقول الحق (إنّ هدينه السبيلا إما شاكرا وإما كفوراً)؛ ولأن الإنسان من أكثر الخلق بين ما خلقه الله في الكون جدلا ( و كان الإنسان أكثر شيء جدلا ) فهو يخترع التبرير و يهرب بأنواع شتى من مواجهة نتيجة أفعاله.
فما أجمل هذا المقال من حيث الإقناع لمواجة المرء بنتائج الأفعال ، هي مناظرة بين ذات مسؤولة و شق آخر منها غير مسؤول .
و بليغ منك ِ هذا التعبير :
(إننا لن نجني من ملاحقة الأفعى التي سممتنا سوى تزايد انتشار السم في باقي أجزاء جسمنا)

بالتوفيق ..
ولكم مني التحية و التقدير .

محمد سعد القويري يقول...

الأخت الفاضلة :: alwani ::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
العصا الخطأ

أعجبني تنبيهك على ردة الفعل واستجاباتنا .. حياتنا ستتغير كثيرًا لو غيرنا من ردود أفعالنا واستجاباتنا ..

وأرجو يا أختي ألا تطيلي من غياب قلمك وريشتك ..

أجمل تحية ..

Abdulrahman Alebrahim يقول...

ما شاء الله أثر التخصص واضح على الكتابه وأفق ولاده دكتورة تفسانية متمكنه من مجالها بدأ يلوح فلا تترددي أبدا في اكمال المسيرة العلمية.

في تراثنا العربي الإسلامي ورد بيت نعرف كلنا ولكننا نغفل عن جميع معانيه ولا نفهم منه إلا ما أراد الملقنون أن يفهمونا اياه.

البيت من قصيدة اليوصيري الرائعة في مدح الرسول وعلى ذكر البوصيري قرأت قبل فترة أنه كان أعمى فلما قال قصيدته في الرسول صلى الله عليه وسلم بات أعمى وأصبح وهو مبصر.

يقول البيت:

والنفس كالطفل إن تهمله شب على / حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ

وهو يدور في فلك ما كتبته الفاضلة ألواني فرده الفعل تكون بناءا على البناء النفسي لها فلماذا يقولون هذا الشخص حليم وهذا غضوب وذاك صاحب مشاعر باردة؟

من وجهه نظري ودون تخصص علمي أن الفارق هو تعليم النفس وقد قيل إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ، وقد التصق أمر العصا في ذهني بهذه الفكرة.

أما ردود الأفعال على فعلنا فهو أمر لا يمكن التحكم به نعم ولكن من الممكن توقعه ولذلك من يعمل في خدمة العملاء يكون على دارية في أغلب مفاتيح البشر فيتعامل مع الجميع بردود فعل مختلفة وهو في الحقيقة شخص واحد مختلف ولكن فهم أن فعلا معينا يجلب له ردة فعل معروفة وطبعا لكل قاعدة شواذ.


بالنسبة للفقرة الأخيرة من هذه المقالة الرائعة الجميلة لعله يتعلق بما يروج في هذه الأيام من تأثيرنا على الكون أو ما يعرف بالسر وهو في واقع ديننا فحديث أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء وفعلا بدأ الكثيرون اليوم يدعون للتفاؤل والحصول على الطاقات الايجابية وغالى بعضهم في ذلك وباعتقادي أن الايمان بهذه الفكرة تجعل النفس لا شعوريا تكسب الرضا ولذلك يتغير حال المرء .

لعلك تكتبين لنا مقالا قادما نفسيا تخصصيا عن كيفية التخلص من الكسل :) فأنا ممن يعانون منه

عودا حميدا ألواني وشكرا على هذا المقال الهادف

alwani يقول...

أخي بسام الكثيري

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجميل هوا إضافتك القيمة
أسمح لي أن أضيفها لمقالي هذا لتعم الفائدة لكل من يقرأ المقال

شكراً لك مرة أخرى وبالتوفيق

alwani يقول...

أخي القويري

سعدت بمرورك القيم وسخاء قلمك

شكراً لك وإن شاء الله لن أطيل الغياب مرة أخرى

alwani يقول...

أخي الكريم //رجل يحمل مشاعر


^^ أتمنى بالفعل أن يكون تخصصي ترك بصمته على ردود فعلي وفكري

نعم أوافقك الرأي ...النفس تلميذة العادة
فمتى ما لقنتها (العادة) سلوك ما ... تتشبت به فهي التلميذة النجيبة للعادة

وتعويد النفس على التخلي عن المسئوليات والإفراط في الإعتماد على الآخرين ولومهم على كل صغيرة وكبيرة

لا تجعل من النفس سوى كماً زائد في هذه الحياة
هناك يا أخي رجل يمحل مشاعر
مقولة أعجبتني كثيراً في صدد الحديث عن قيمة الذات
((إما أن تزيد على الدنيا شيء أو تكون أنت زائداً فيها))

رزقنا الله وإياك العلم والتوفيق والعمل به

ليتني أقدر على أن أكتب عن الكسل ما يخلصني أنا منه أيضاً

ولكنني أتوق إلى أن أقرأ قصةً لك عن عاقبة الكسل فلعلها تلهمني المقال ^^