الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

هل يعقل هذا !!! كل شيء على الزمن !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

أتعلمون إلى ماذا يتوق قلمي هذا الصباح ؟؟؟
أراه يسلط الضوء على موضوع قديم ,مندرج تحت العادة
هو موضوع قديم وملاحظته أصبحت أمر اعتيادي وربما زاد ظهوره في الآونة الأخيرة
صدقاً ليست هنالك مناسبة للحديث عن هذا الموضوع سوى خوفي من سطوعه بصورة أكبر في شهر رمضان - الذي تبقى عليه شهر وأقل - أسأل الله لي ولكم أن يكتب لنا حسن العبادة والهداية
هل سبق وسمعتم بالمقولة ((الوقت معلم من لا معلم له))
حسناً, سوف أبدأ من هنا
ما مناسبة هذه المقولة ...أو على من تطلق؟
تطلق على الشخص الذي نقصه أن يتعلم شيء أو يفتقد لمفهوم ما
فحينها تقال له هذه المقولة كوعيد له بأنه سيتعلم مالم يتعلمه من التربية والتنشئة
ومن سيعلمه ؟
الوقت!!!
أنا لا أعترض على هذه المقولة فهي صحيحة ,ولكني أراها سلبية بعض الشيء
أصبح البعض يعتمد على الوقت والزمن في تولي الكثير من أموره للأسف
فمثلاً :
للباحث عن وظيفة ....يقول: والله هذا الزمن ....زمن الفقر _أستغفر الله_ ما أحد محصل وظيفة
المربية والأم.......تقول حينما يغضبها أحد أبنائها: يربيك الزمن والذي لم يربيه أهله رباه الزمن
من لم يتحصل على حقه لأنه لم يسعى له في المقام الأول .....يقول: يوم لنا ويومٌ علينا ....والزمن دوااار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يا سبحان الله .....الزمن يتولى كل هذه المسؤوليات والأخطاء التي تقع علينا
أصبح الزمن يتولى مسؤوليات التربية والبحث عن وظائف وإمتاع الفرد والتحدث نيابة عنه ...كل ما علينا الجلوس وانتظار الزمن يحل كل أمورنا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
للأسف الأمر تطور ووصلت هذه الفكرة لجهات الإعلام
تجد أغلب المسلسلات العربية تعنون إنتاجها بإتهام صريح للزمن
مثل :
آه يازمن - حكم القدر- غدر الزمن- حال الزمن ....والله أعلم ماذا يحملون للزمن من اتهامات جديدة يعرضونها في شهر رمضان المبارك
أخشى أن تصل عنوانيهم لـــــ صفعني الزمن أو حذفني من الشباك ...أستغفر الله والله يستر بس منهم ومن كل تلك الأفكار الخاطئة
أشعر بأننا فعلاً تركنا للزمن المسؤولية الكاملة في أن يتكفل بكل شيء بدلاً عنا وإلا لما وصلنا لهذا الركود يا مسلمين ...هذا تواكل وتعدي على الله.

وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون الدهر ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : " قبح الله الدهر الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا " ، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم ، أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف الفعل إلى الدهر ، فإن الدَّهر لا فعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ الدهر المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما الدهر فليس له من الأمر شيء ، فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .
علمت بأن الوقت كفيل بمحو الآلام والأحزان ...ولكن وحده لن يفعل لا بد أن نبدأ من أنفسنا ليغير الله حالنا
هنالك قصة حدتث معي وولله إني لأذكرها كما لو أنها كانت البارحة
عندما كنت في الصف الأول ثانوي
وفي نهاية تلك السنة
حدث لي موعد مع فراق من أحب ...شيء لم يخطر حتى على البال
كان موعدٌ مكتوب عند الله لا يؤجل ولو ساعة
لطالما كان جدي مريض وعاجز عن الحركة وعهدته يلازم الدواء الذي لم يكن دواء بل داء لكثرة أنواعه
دواء للضغط وأخر للسكر وأخر كمسكن ....الخ -رحمك الله يا جدي .
وفي كل اسبوع زيارة معهودة منه للمستشفى وكانت في مرات إقامة مجبرٌ عليها فغسيل الكلى ينتظره وفحص اعتيادي
لقد كان هذا الروتين القاسي يلازم جدي الذي لا يستطيع أي واحد من أبناءه وبناته ولا من أحفاده أن يخمن قدر معانته وألمه ولا أن يخفف عنه - رحمك الله جدي وأسكنك فسيح جناته - ومع هذا كان لجدي ابتسامة عذبة لا تفارق محياه والحمد لله كان راضياً عن حاله
كان قد عودني أن اسمعه ينشد جميل الشعر حتى في وسط تلك الأجواء التي عاشها وحده لأنه وحده من أدرك صعوبتها
وكان يتوجنا مع كل عيد بالهدايا وابتسامة منه تشفي قلقنا عليه
لم أراه يوماً ترك للدهر ألمه أو عاتبه بل كان ينشداً ذالك الشعر المعروف -الذي حفظته منه
نعيب زماننا والعيب فينا .....وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب....ولو نطق الزمان لنا هجانا
____________________
بمجرد أن رحل جدي عن دنيانا الفانية ,لم يستطع أحد نسيانه
نذكره جميعا وأكثر ما نذكره صبره وتوكله على الله
-رحمك الله جدي -كل مرة أكتب فيها عنك تسبقني دموع الشوق إليك .
_____________
نهايةً وليس آخر ما يمكن أن يقال
أقول لكم احذرو من ان تسبو الدهر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر ، وأنا الدهر بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار ) .
الحديث أخرجه البخاري و مسلم .
معاني المفردات
السب : الشتم أو التقبيح والذم .
الدهر : الوقت والزمان .
يؤذيني : أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي .
وأنا الدَّهر : أنا ملك الدهر ومصرفه ومقلبه .

________________

معذرة على تقصيري وأستغفر الله من كل ذنب أذنبته علمته أو لم أعلم به
وصلى الله وسلم على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-



هناك 7 تعليقات:

Mr.Caffeine يقول...

فعلا أختي ألواني ..أصبح الزمن شماعة يعلق عليها الفاشلون والمتقاعسون والقانطون اليائسون أعذارهم وحججهم ..

أعجبتني سيرة جدك رحمه الله وأسكنه الجنة ..

لم تتركي لنا مجالا للإضافة على الموضوع فقد قتلتيه شرحا وتفصيلا ضافيا ..

"ماشاء الله عليك "

موضوعك جدير بالقراءة ..أعجبني كثيرا ..

التمي في الطرح ليس غريبا على ألواني ..

أدام الله تميزك وعافاك وبارك فيك

غير معرف يقول...

اعتبر انا ان الزمن اصبح عند الاغلب شماعة لتعليق عيوبنا :(

انتظر زيارتك :)

أميرة يقول...

الله يرحم امواتنا واموات المسلمين و يدخلهم جنات النعيم

تعرفي من كتير زمان لما عرفت الحديث اللي ذكرتيه واني حرام اقول ان اليوم دا وحش

بقيت لما اجي اتكلم في حاجة ليها علاقة بكده بفرمل نفسي و ارجع اقول العيب مش في اليوم علشان هو هو نفس اليوم بتاع الاسبوع و السنين اللي فاتوا واللي جايين . المشكلة في احداثه .. فينااحنا علشان احنا اللي بنعمل الاحداث

احنا اللي بنخلي اليوم احداثه كويسة او وحشة .. سواء احنا دي انا او انتي او غيرنا بيعمله لينا

في الاخر .. اليوم هو اليوم فات و جاي و الزمن هو الزمن ..

جزاكي الله خيرا علي التذكرة:)

غير معرف يقول...

اختي الواني الغالية

منذ فترة احاول الدخول لمدونتك ومراسلتك الا ان رابط مدونتك لا يعمل
واليوم جئت ويالها من مفاجأة رائعة
فقد (وحشتني )كلماتك وافكارك

كلما تصفحت مدونتك ارى المميز

تحياتي لك

اتمنى ان تطمنيني عليكِ

اختك
سايرةالدرب

alwani يقول...

قلم رصاص

شكراً لإضافتك القيمة

ووجودك الرائع :)

________________

توب :)

شكراً عزيزتي وأكيد برد الزيارة بعشرة

ــــــــــــــــ

أليس

ماشاء الله عليك يا أليس

مفاهيمك دائماً تنبع من تفكير عقلاني

شكراً لحظورك وربنا يوفقك

alwani يقول...

سايرة الدرب

والله وحشتيني من زمان عنك

والله أحمد ربي على عودتك سالمة معافاة


أنا بعث لك رسالة أتمنى تكون وصلتك :)

غير معرف يقول...

اختي الواني

سعيدة بك وبتميزك

واكيد وصلتني رسالتك
ورديت برسالة اليكي فمن يستطيع ان لايراسل اختا مثلك

تحياتي